الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية التلفزة التونسيّة واغتصاب اللّغة العربية بقلم: جمال قصودة

نشر في  02 ماي 2016  (11:07)

بقلم: جمال قصودة

مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية التي تم اطلاقها بتاريخ 31 ماي 1966، ثم انقسمت سنة 2007 الى مؤسستين واحدة اذاعية واخرى تلفزية، هي مؤسسات وطنية حكومية تمّول بأموال المجموعة والوطنية وكانت منذ انطلاقتها محترمة احتراما كلّيا الدستور التونسي وفصله الاوّل الذي ينص ّ بكون اللغة العربية هي لغة الدولة بل كانت منتصرة انتصارا منقطع النظير لهذه اللغة برغم الاداء المهتز ّ في كثير الفترات.

ولأن واصلت مؤسسة الاذاعة الوطنية في نفس هذا الخيار الوطني فان التلفزة التونسية بقناتها الاولى والثانية انحرفت في الشهور الاخيرة، وهي تلهث وراء الانتشار ومزاحمة القنوات الخاصة ولو كان هذا على حساب الثوابت الوطنية، الشعب التونسي شعب منفتح تمام الانتفاح على اللغات الحية ونحن دعاة انفتاح على الاخر ولكن ما نلاحظه ان الانحراف هذا لا مبرر له البرنامج الاول الذي انخرط في اللعبة هو برنامج اخباري على القناة الثانية يحمل عنوان "ركاب أنفو”، هل عجزت اللغة العربية يا سادتي لنستورد عنوان برنامج هجين من لغة اجنبية وفي قناة وطنية، كنا سنتفهم الحقيقة الامر لو كان البرنامج يبث بنفس اللغة التي استعملت في عنوان البرنامج ولكن هذا التهجين لا نراه البتة فعل يليق بقناة وطنية.

البرنامج الثاني والموجع حقّا هو برنامج منوعاتي تراثي على القناة الوطنية الاولى حمل عنوان ” samedi show” بربّكم ماهذا الانحدار فأي علاقة عضوية بربكم بين عنوان المنوعة ومضمونها المنوعاتي التراثي المغرق في المزود.

لم تقف الموجة اغتصاب اللغة العربية عن العناونين بل طالت المضامين، فلمحنا فطاحلة الاعلام والتنشيط يزاوجون مزاوجة هجينة بين لغتنا الام ولغات غربية، و نحن الذين كنّا نلاحظ طوال السنوات الفارطة ان القناة الوطنية لا تقبل تدخّلا عابرا لمستجوب استعمل كلمة واحدة فرنسية، فما هذا الانحدار يا سادتي؟ هل العملية ممنهجة؟ ام ان السير في ركب القنوات الخاصة الباحثة عن الاثارة افقدهم ثوابتهم؟ نذكرهم في الختام ان القناة الاولى والثانية من المرافق العمومية الممولة بأموال المجموعة الوطنية ولا يقبل منهما الانحدار ولا اغتصاب اللغة العربية.